Sunday, January 29, 2006

صلوا على الحبيب


تحديث

اللهم صلى على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم و بارك اللهم على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد


بصراحة لا أدري لماذا تفاعلت قضية الرسومات الكاريكاتورية التي أسأت للنبي محمد صلى الله عليه و سلم المنشورة في صحيفة دنماركية في الفترة الأخيرة لأن هذه الرسومات ظهرت منذ شهر سبتمبر الماضي. على العموم هذه الحادثة و تفاعلاتها الأخيرة أظهرت على السطح المحلي بل و العربي دعوات لمقاطعة المنتجات الدنماركية كتعبير لرفضنا كمسلمين الإساءة التي ترفض الصحيفة الاعتذار عنها تحت شعار حرية الرأي و التعبير.

أولاً أن مكانة سيد الخلق محمد بن عبدالله عند المسلمين لا يمكن أن يهزها رسم أو كلمة .. بل إن مكانته عليه الصلاة و السلام أعترف بها القاصي و الداني

بداية من المؤكد أن الإساءة إلى معتقدات و مقدسات الأخرين أمر مرفوض من قبل أي طرف و حرية التعبير لا يمكن أن تكون مقبولة حينما تسئ للأخرين و تجرح مشاعرهم.

ثانياً .. حسبي علمي و فهمي أن الصحف في الدنمارك كما هو الحال في الدول الغربية و بعض دول العالم الأخرى لها الحرية في التعبير عن الآراء من غير أي سلطة حكومية مباشرة على هذه الحرية. و بالتالي فإن المطالبات بتقديم اعتذار من طرف الحكومة الدنماركية لا ينساق مع هذه الحقيقة و إن كان هناك اعتذار مطلوب فيجب أن يأتي من قبل الصحيفة التي نشرت الرسومات كما أن رئيس الوزراء الدنمركي تحدث عن الموضوع و عبر عن عدم قبوله بما حصل و إن لم يكن بشكل مباشر.

ثالثاً من حقي كمسلم أعبر عن استيائي من الرسومات التي مست مشاعري و كافة المسلمين في العالم بكل الصور الممكنة سواء من خلال دعوات مقاطعة المنتجات الدنمركية أو برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة أو من خلال مظاهرات سلمية تعبر عن شعورنا كمسلمين بخصوص ما حصل.

رابعاً التعبير عن محبة الرسول صلى الله عليه و سلم لا يكون فقط بالتعبير عن الاستنكار و المقاطعة التي يمكن أن ينساها الناس بعد بعض الوقت .. بل إن التعبير عن المحبة و التي أعتقد أنها أكثر فاعلية و تأثير هي بإتباع سيد الرسل في دينه الذي أرسله الله به. من هنا أرى أنه من واجبي كمسلم أن أقطع على نفسي عهداً أمام الله بأنني محبة لله و لرسوله و إتباعاً لنهجه سأقوم بعمل شئ من الواجبات التي كنت أقصر فيها .. أو أترك شيئاً من المعاصي التي أعود إليها بين الفينة و الأخرى.. و أعتقد أن هذا الأسلوب هو تعبير عملي و حقيقي عن محبتي لرسول الله صلى الله عليه و سلم

خامساً كما أن من حقنا كمسلمين أن نعبر عن استنكارنا لما حصل .. فإنه من غير المقبول أن نتجاوز أخلاقياتنا الإسلامية و نستخدم أسلوب الشتم و السب فما عرفنا سيدنا محمد إلا داعية إلى الإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة.

سادساً من غير المقبول أن يتهم من يرفض المقاطعة لسبب أو أخر بأنه ليبرالي أو علماني .. بل وصل الحال أن يتهم البعض في رجولتهم.. فلكل شخص الحق في التعبير عن رأيه و هو يتحمل مسؤولية ما يقول لكن من غير إساءة أو همز و لمز.

سابعاً قرأت في مدونة المدون المصري المثير للجدل (
أبن عبدا لعزيز) رأياً يستحق التفكير و هو أن رفض المسلمين للإساءة لنبيهم يجب أن تتواكب مع الرفض لكل الأمور الأخرى التي تجري في عالم المسلمين اليوم و التي تتنافى مع أسس الإسلام الذي بعث محمد صلى الله عليه و سلم .. و إن عدم قيام المسلمين بالتنبه لكل المظالم التي تجرى على أرضهم (مثل مقتل المئات من اللاجئين السودانيين على يد قوات الأمن المصرية و الفساد المستشري في دول الخليج العربي و التعاون القطري مع أمريكا في احتلال العراق) وعدم إعلانهم المقاطعة كرد فعل رافض لهذه الجرائم هو تعبير عن اختلال الميزان عند المسلمين و كأن سيدنا محمد يمكن أن تسئ له كلمة أو رسمه بينما تنتهك الأسس الإسلامية كل يوم من غير أي ردة فعل!... من هنا يرفض أبن عبد العزيز فكرة المقاطعة ما لم تكن جزء من سلسة إسلامية شعبية رافضة للظلم في كل صوره.

ثامناً شخصياً أتفق مع فكرة المقاطعة ليس لأنها ستؤثر على الاقتصاد الدنمركي أو ستنتهي باعتذار من قبل الصحيفة الناشرة لتلك الرسومات .. بل لسببين هما :
لأنها خيار شعبي يمكن أن يقوم به أي شخص تعبيراً عن إيمانه بمكانة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
و لأنها يمكن أن تكون باب لتكوين شعور شعبي بأن لدينا عندما نتوحد في اتجاه أمر يهمنا جميعاً القدرة على التأثير و إحداث التغييرمما يفتح الباب - مع بعض الخيال ربما - لتغيير حقيقي في عالمنا العربي و الإسلامي.

أحب أن أضيف بعض النقاط ...

أولاً .. مع تأييدي لفكرة المقاطعة للأسباب سابقة الذكر إلا إنه لا يمكن إغفال أن المقاطعة ستكون محصورة بالبضائع المصنوعة في الدنمرك بينما في عصر العولمة الذي نعيشه اليوم فمن الممكن أن هناك بضائع دنمركية تصل إلي أسواقنا من خلال بضائع أخرى مصنوعة في دول أخرى و تكون بها مكونات دنمركية الصنع

ثانياً .. لكي أكون أمين مع نفسي .. فيجب أن أعترف .. كما أخرين مثلي تماماً .. بأنه سبق لي أن نظرت لمعتقدات الأخرين و ما يؤمنوا به بصورة سلبية .. في بعض الجوانب مقاربة لنوعية الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .. مع أنني كمسلم لا أرى شيئاً أو أحداً مشابهاً له عليه أفضل الصلاة و التسليم..
الشاهد .. أنه من المهم لنا أن نحترم مشاعر الأخرين بغض النظر عن وجهة نظرنا فيما يؤمنوا به.

ثالثاً ... اليوم قدم رئيس الوزراء الدنمركي اعتذاره بخصوص ما حصل ....
هنا

ختاماً ...
اللهم صلى على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم و بارك اللهم على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
الصورة أعلاه أخذتها يوم 27 يناير 2006 خلال زيارتي للمدينة النبوية

4 Comments:

At 10:29 AM, Anonymous Anonymous said...

مسألة المقاطعة أنا شايفها مش مستاهلة كل اللي ابن عبد العزيز عامله ده!!

مش منطق يعني انه لما الناس تاخد موقف، ويكون موقفها بمثل هذا التحضر والرقي (امتناع عن شراء) إني أروح أصوره كأنه ظلم للشعب الدانماركي المسكين! هو انا باشحّتهم؟ أنا زبون! أشتري أو ماشتريش لسبب أو لغير سبب أنا حر!!
سواء اللي أذنب هم ولا حكومتهم ولا الصحيفة..

بالمناسبة مش الصحيفة وحدها هي اللي مطلوب منها الاعتذار..الحكومة الدانماركية قامت بحماية هذه الصحيفة ورفضت مقاضاة الصحيفة بالرغم من أنه القانون الدانماركي يحظر التطاول على الأديان..

مسألة كونها ديموقراطية وحرية فاسمحوا لي يا جماعة..تعرفوا الفرق بين إني أقول رأيي واني أسب واحد؟
أي عيل في الدانمارك لو أبوه شتمه من حقه انه يقاضيه!
اشمعنى بقى؟!

 
At 11:37 AM, Blogger Abu-Joori said...

أهلاً بك يا طائر الرخ :)

مرحباً يا عم يحى

أتفق معك بأن المقاطعة خيار شخصي في النهاية .. و لكل الحق في القيام بما يحب

كلامي عن الحرية كان متعلق بأن البعض كان يعتقد بأن رئيس الوزراء الدنماركي له سلطة إيقاف أو تأثير مباشر على الصحيفة و ذلك غير صحيح

بارك الله في جهدك الإيجابي

 
At 12:09 PM, Blogger bluerose said...

(و لأنها يمكن أن تكون باب لتكوين شعور شعبي بأن لدينا عندما نتوحد في اتجاه أمر يهمنا جميعاً القدرة على التأثير و إحداث التغييرمما يفتح الباب - مع بعض الخيال ربما - لتغيير حقيقي في عالمنا العربي و الإسلامي)



اتفق معك تماما
دا رايي كمان يافندم و هو ما قلته لشريف في موضوعه الاخير

بالاضافة طبعا لكون المقاطعة تعد وسيلة اعتراض شعبية سلمية راقية فعلا

خااالص احتراماتي

 
At 6:11 AM, Blogger Abu-Joori said...

أهلاً بك يا بلوروز

الموضوع بدأ يصبح أكثر تعقيد.. سذاجة و عناد

 

Post a Comment

<< Home