Monday, November 21, 2005

وطن... مواطن .. و تفجيرات


كنت أتابع برنامج سيرة و إنفتحت مع زافين على تلفزيون المستقبل اللبناني.. في هذه الحلقة يغطي البرنامج التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي حصلت في الأردن مؤخراً ... و التي تبنى تنظيم الإرهابي الأردني الزرقاوي مسؤوليتها.
البرنامج إلتقى شخصية أردنية تحدثت عن إحدى نتائج التفجيرات على الصعيد الوطني الأردني من خلق شعور وطني عام في وجه الإرهاب و في التوحد في الشعور بالمواطنة و الألم.

للأسف أننا مررنا بمثل هذه التجربة هنا في السعودية ... و التي تكررت عدة مرات في السنوات الثلاث الأخيرة و ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء .. لكن الفرق الواضح الذي أراه جلياً هو أن هذه التفجيرات لم تخلق ذلك الجو و الشعور الوطني المتوحد على الصعيد الوطني... لا أنكر أن هناك كان شعور وطني عام بالرفض و الحزن .. لكن أيضاً كانت هناك فئات متقبلة لما حصل إما تعاطفاً مع الإرهابيين و أفكارهم أو فقط لأن التفجيرات كانت متوجهه نحو مصالح غربية ... و إن كانت هذه التفجيرات لم تفتأ أن تتوجه نحو مصالح وطنية سعودية خالصة.

أيضاً خلت الساحة السعودية من مظاهر عامة بالرفض الوطني للإرهاب .. من غير أن تكون منظمة من قبل أطراف حكومية مثل وزارة الداخلية أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب .. و أعتقد أن مثل تلك النشاطات المنظمة حكومياً تمنع الناس من التعبير الحر عن مشاعرهم الوطنية و تؤطر سلب المواطنين حقهم في التعبير ... و خصوصاً أننا نتحدث عن مشكلة وطنية عامة... و حتى في الحالات التي كانت الأبواب نوعاً ما مفتوحة للمواطنين مثل الشعر الفصيح أو الشعبي في وسائل الإعلام أو حتى من خلال الإنترنت .. كان الغالب الأعم هو الخلط الكامل بين الوطن .. و الحكومة .. و التزلف و التمجيد .. و كأن الوطنبة لا تكون إلا بذكر الحكومة و مدحها.

أعتقد أننا كسعوديين فقدنا فرصة أخرى ممتازة لتطوير الشعور بالمواطنة و ترسيخ مفهوم أننا جميعاً نتشارك في هذه البقعة من الأرض و واجبنا جميعاً هو حمايتها و خدمتها كل حسب قدرته و مجاله.

حتى هنا في عالم البلوقرز السعودي نجد البعض يعلن بوضوح عن كرهه لطائفة معينة أو حتى لمنطقة معينة .. بل يتعدى ذلك الأمر للحديث عن الرئيس الأمريكي بوش و إعلان العداء له ... متناسيين أن هناك من وجه سهامه بقوة للوطن .. لكل مواطن يعيش هنا ... و لم يتكلف كثيرون أن يعبروا عن رفضهم لتلك السهام و لما خلف تلك الأفكار من محاولة هز الأسس التي تجعلنا كلنا منتمين لوطن واحد
.

2 Comments:

At 8:28 AM, Blogger SaudiEve said...

تحليل جميل ... لوضع قبيح.

هذا هو -للأسف- المتوقع من مجتمعنا الذي استمر على مدى 35 عام يسمع نفس الخطاب التكفيري الارهابي الداعي للعنف و الكراهية ...

يعني ما حيتغير الى ان تقع مليون فاس بالراس ((((بقوة))))

اعرف ان ملاحظتي متشائمة كثيراً , و لكن هذا هو الواقع كما أقرأه :-)

 
At 7:53 PM, Blogger Abu-Joori said...

أسف على التأخير في الرد و التعليق

أنا أتفق معك في التشاؤم.. للأسف

لم يتغير شئ على الرغم من الضغوط الداخلية و الخارجية .. بعض الدول العربية الأخرى قمت ببعض عمليات التجميل ... لدينا ... تقريباً لم يحصل شئ

أما الخطاب التكفيري .. فالمشكلة ليست فقط في وجودة ... بل في عدم وجود أصوات أخرى .. و الدعم الحكومي لذلك الصوت الوحيد على مر السنين ... و اليوم أصبح من الصعوبة بمكان فك الإرتباط بذلك الخطاب

 

Post a Comment

<< Home