تحييد قوة الشباب
في وطن كالسعودية حيث تبلغ نسبة الشباب مايزيد عن ال50% من المواطنين ... لايزال الشباب .. سواءً من الأولاد أو الفتيات .. محيدين تماماً من التأثير الحقيقي في مجرى الأحداث الوطنية .. بل في الواقع أن كثير من أفعال الشباب هى أفعال مرفوضة إجتماعياً .. و لعل قصة التحرض بفتيات في منطقة نفق النهضة في مدينة الرياض دليل واضح على مدى التدني الأخلاقي و عدم المسؤولية التي يتميز بها البعض من الشباب..
كما أن التركيز الشديد على الرياضة كنافذة وحيدة لهذا الشباب .. و تحديداً الذكور .. بينما تترك الفتاة محبوسة بين الدراسة و التسوق .. و عدد محدود من الفرص الوظيقية سواءَ من ناحية العدد أو مجالات التوظيف .. هذا التركيز على الرياضة يعكس للمجتمع و لعقلية الشاب و للمراقب الخارجي مدى محدودية قدرات و إهتمامات الشباب السعودي
لماذا كل هذا ؟ لماذا لا نرى مؤسسات إجتماعية يمكن للشباب أن يعبر فيها عن نفسه و عن قدراته و طموحاته؟ ...هل يساهم هذا النقص في قنوات التفاعل و العمل الشبابي في توجه الكثير من الشباب السعودي نحو التطرف ... سواءً الديني أو تطرف نحو التبذل الأخلاقي كما تعكسها صورة الشاب السعودي في الخارج؟
حينما أرى بعض الحركة الشبابية في جامعات مصر - على سبيل المثال - أعرف أن هناك تعمد واضح لمنع الدور الشبابي في الجامعات .. فالموجود محصور في نشاطات جمعيات الكليات و الأقسام .. و لم أرى أو أسمع يوماً عن حديث سياسي أو إجتماعي حصل في داخل جامعة سعودية واحدة.. مما يترك المجال واسعاً أمام قوى متطرفة أو على الأقل متدينة ترفض مناقشة السلطة و ترى في ذلك تجديفاً يجب تجنبه .. ليس ذلك فقط .. بل إن الكثير من التسطيح الفكرى يحصل للشباب في أحضان مثل هذه المجموعات ... حيث ينتهي العالم في حدود السعودية .. و بقية العالم هى أرض يجب أن نبتعد عنها لأنه أرض معاصي و ذنوب .. مما يثبت في تفكير الكثير من هؤلاء الشباب الفكرة الخاطئة بأن الحق معنا و لدينا فقط و أن الغالبية العظمى من المسلمين في أنحاء العالم ليسوا على الصراط المستقيم
أعتقد أن أحد أهم أسباب هذا التحييد لقوى الشباب هو الخوف من فقدان السيطرة عليهم .. و هو أمر يحصل الأن على أي حال .. و ليس بصورة إيجابية بل بصورة سلبية للأسف.. سبب أخر هو الحال الفكري الراكد لسنين طويلة في السعودية .. حيث مر على البلد أجيال لم تسمع إلا صوتاً فكرياً واحداً .. فخرجت أجيال متشابهة بها نفس الميزات و العيوب .. لعل بداية حرب الخليج الثانية و الإنفتاح الإعلامي على الفضائيات منذ ذلك الوقت إضافة لقوة تأثير الإنترنت و إكتشاف الكثيرين لأصوات فكرية مختلفة هى من أهم أسباب الحراك الحاصل اليوم في السعودية و خصوصاً في الأوساط الشبابية .. كما أن العامل الإقتصادي هو عامل مؤثر في هبوب التغيير نظراً للتاكل الحاصل في شريحة الطبقة الوسطى مقارنةً مع سنوات الطفرة في منتصف السبعينات
للأسف أنني لا أملك الكثير من المعلومات عن عالم الفتيات في السعودية لأتحدث عما يحصل فيه .. فالفصل القسري الحاد بين عالم الذكور و الإناث لا يتيح لي و للغالبية من الشباب أن يعرفوا عن المراءة الكثير
2 Comments:
Hala ya Jawaher,
Sometimes I feel the way u feel .. but honestly if we will be shy saying we are Saudis coz of the bad things happening in our country .. then we would have said that long time ago ... for all the millions wasted and stolen !!!
Joori is with her mom in Riyadh !
So ur kisses got to wait till next weekend ! :)
3ogbaleek !
أهلاً بك أخي رياضاوي ..
لعل الله يغير الحال .. و تصبح الكورة ... جزء بسيط من إهتمامات شبابنا
Post a Comment
<< Home