Tuesday, February 14, 2006

من ذكريات الطفولة و الشباب - 2



في مدونة سابقة تحدثت عن المنطقة التي ولدت فيها و الأن أواصل حديثي عن ذكريات الطفولة و الشباب...

المنطقة التي نشأت بها في مدينة الرياض – الحلة – كان بها خليط كبير من المقيمين و السعوديين .. بل ربما كانت الأغلبية من السكان تعود للمقيمين العرب .. و ذلك خلال أوائل الثمانينات .. و كان غالبية المقيمين العرب من الجنسيات اليمنية (التي تعود أصول والدي إليها) و المصرية و الفلسطينية ..
لأسباب مختلفة خلال مراحل دراستي في المراحل الدراسية كان غالبية أصدقائي من المقيمين العرب (الفلسطينيين و السوريين و المصريين) .. و أعتقد أن أهم الأسباب هو أنني كنت مجتهد في الدراسة .. و كانت غالبية المميزين دراسياً هم من المقيمين .. و تحديداً المصريين و الفلسطينيين .. على الرغم من وجود بعض السعوديين أيضاً. طبعاً هذا الإختلاط المبكر أتاح لي معرفة أقرب بهموم الفلسطينيين و شجون اللجوء ... و من السوريين قصص حماة و حلب و المعارك التي تمت بين جماعة الإخوان المسلمين في سوريا و النظام الحاكم هناك في أوائل الثمانينات .. مما خلق عندي نوع من التعاطف و الإحترام الداخلي تجاه الجماعة .. بالإضافة إلى قرءاتي الأولى لكتب محمد و سيد قطب .. و قصة إعدام سيد قطب.
إختلاطي سابق الذكر بالطلبة العرب أتاح لي أيضاً التعرف على أنواع الإساءة التي كانت تمارس تجاههم حينذاك من قبل بقية الطلبة .. سواء من ناحية الإنتقاص منهم .. و أنهم "شغالين" عندنا .. أو من الشعور تجاههم بأنهم غير سويين أخلاقياً .. بالطبع بناءً على مقاييس مجتمعنا. في ذات الوقت كنت قريباً من الطلبة العرب لأرى بأم عيني تلك النظرة الدونية لنا كسعوديين عندهم المال "فقط".

طبعاً نقطة الإنتقاص من الطلبة العرب أنفة الذكر أراها شخصياً تأتي تحت باب العنصرية التي ترى "الأخر" أقل منزلةً و غير جدير بالإحترام الذي نستحقه "نحن" .. لذا كنت في أحيان كثيرة أسمع كلمات توجه لهؤلاء الطلبة .. على سبيل الإحتقار, مثلاً .. سبق أن قيل لي .. "يا ولد المصرية" .. .. و كأن ذلك شئ يمكن أن أنتقص به .. أو يمكن أن يجرحني .. ربما لأنني كنت كثيراً في صحبة الطلبة العرب و من بينهم المصريون .. و أيضاً سبب أخر قد يكون أنني ربما كنت أبدوا مصرياً .. على الأقل عندما كنت صغيراً..
طبعاً حديثي عن نحن و الأخر ليس محصور على السعوديين و المقيميين العرب .. بل أيضاً يشملنا نحن السعوديون فيما بيننا سواءً حسب المنطقة أو القبيلة و بصورة أقل – في ذلك الوقت – حسب الأموال المملوكة.

4 Comments:

At 9:34 AM, Blogger Қhawlằh said...

للأسف هذا صحيح.
عن طريق الصدفة دخلت لمنتدى أردني فلسطيني, و بدأت في المشاركة و ما أن علم البعض بأني سعودية حتى فتح بابا واسعا من النقاش تتمركز في انتقاد لاذع للسعوديين, و بالرغم من أن الكلام أسائني إلا أني لم أستطع أن أنكر كل كلامهم. فيوجد منا نسبة تتصف بالغرور و شوف الحال, في اعتقادي أن هذا هو سبب كره نسبة من الأطراف الأخرى لنا.

وضع مؤسف لكن حقيقة!

 
At 1:35 PM, Blogger Abu-Joori said...

جواهر

أهلاً بعودتك للتعليق في مدونتي :)

مخ و حكمة

هناك الكثير من التحامل بيننا كمجموعات في نفس المجتمع و أيضاً بيننا و بين الأخرين الذين يعيشون بين ظهرانيينا

رياضاوي
كم هى نسبة السعوديين الناضجين الذين يتعاملون بصورة إيجابية مع المقيميين ؟ و كم نسبة السعوديين الناضجين الذين يتعاملون برقي مع سعوديين مثلهم لكن يختلفون عنهم في بعض الأمور؟

وصلني منك رسالة واحدة .. و قمت بالإيجابة عليها
Feel free to email me anytime u wish :)

 
At 3:35 PM, Blogger Taqo said...

حلو البوست مرررة. و بالصراحة, أي واحد يتربى في بيئة أو مجتمع مختلطة بناس من بلدان مختلفة أكييد راح يكون متثقف أكثر و نظرته للعالم أوسع و أحسن من واحد متربي في بيئة ما فيها إلا جنسه. و للأسف يعني أنه يوجد ناس كثار, يظنون أنهم أحسن من أناس أخر لأسباب تافهة...زي الجنسية أو العائلة أو لون البشرة

 
At 1:16 PM, Blogger Abu-Joori said...

أهلاً يا تقوى

كلامك صحيح نسبياً ..
نعم الإختلاط بالأخرين يساعد على القبول بمن يختلفون عنا.. لكن في بعض الأوقات يكون هناك تأثير كبير لتربية الأهل و أيضاً الأجواء في المحيط العائلي الأوسع

 

Post a Comment

<< Home