القانون .. بين التطبيق و التنظير
تختلف نظرة الناس للنظام و القانون و الإلتزام بهما .. و يعتقد البعض بأن من أهم أسباب الفرق الواضح بيننا في المشرق .. مع الغرب هو مدى إلتزام الناس هناك بالأنظمة و القوانين بصورة تثير الإعجاب.. بينما الحال لدينا هنا .. أن الكثير منا يقولون بأن القوانين وضعت لكي يتم تجاوزها .. و من السهولة لأي واحد منا أن يجد لنفسه العذر حتى لا يلتزم بنظام معين.
لكن بعد حديث مع أحد الأصدقاء من فترة ... و ملاحظة تصرفات شرقيين و غربيين .. لا أجد أن هناك فرق أساسي في ناحية الإلتزام بالقوانين .. و أن الإنسان – في العموم – يفضل أن لا يلتزم بقانون و أن يفعل ما هو أفضل له في تلك اللحظة ..
لكن الحكم .. و أيضاً الدافع في مايبدوا أنه إلتزام فطري لدى الغرب بالقانون .. هو وجود متابعة و تطبيق للنظام من قبل جهات محايدة تتمتع بمصداقية عالية. من غير وجود القوانين و بعد ذلك وجود الجهات المطبقة للقانون يتساوى الناس – على العموم – في مقدار سهولة تجاوزهم للقوانين و العمل على أن يحصلوا على ما يريدون بأسهل و أسرع ثمن.
من جهه أخرى ... أعتقد أنه من المهم أن ندرك بان الإنسان كائن يتأثر بالطبع أكثر من التطبع .. لذا فكثير من الغربيين يتحول أمر إحترام الأنظمة و القوانين لديهم إلي طبع أكثر من مجرد مراقبة وجود مراقبين لتطبيق القانون من عدمه. و هذا أمر هام يجب على شخصياً أن أراعيه في تربية إبنتي الحبيبة .. بحيث يصبح إلتزامها بفعل الصواب يأتي بشكل طبيعي .. بالإضافة لغرس مفهوم مراقبة الله سبحانه و تعالى في أفعالنا بغض النظر عن وجود من يراقبنا من البشر.
5 Comments:
اهلا أبو جوري
وشكرا لك على الموضوع الممتاز
اعتقد أن في ما ذكرته الكثير من الصحة
اعرف بعض الغربيين الذين يعملون عندنا.
وهم في بلدانهم على درجة عالية من الانضباط والمسئولية، لكن عندما يأتون الينا يصبحون مثلنا في احتقارهم للأنظمة بل سرعان ما يقلدوننا في طلب الواسطة التي تعفيهم من تحمل تبعات اخطائهم وانتهاكاتهم.
احدهم ذهب في اجازة لوطنه وعندما عاد امسكوا به في المطار لانهم وجدوا معه قرصا مدمجا يتضمن مشاهد كرتونية اباحية. وعندما اكتشف انه وقع في المصيدة اختطف القرص من يد الشخص المسئول بالمطار وسحقه تحت قدميه.
طبعا تمت محاسبته على فعلته بالغرامة والتوبيخ وتعهد بالا يكرر ما فعله.
العبرة في ما حدث هو ان الإنسان بطريقة غريزية ينفر من القانون لانه يشعر بانه يكبله ويحد من حريته. ينطبق هذا على الشرقيين والغربيين معا. ولكي يكون للقانون احترام وقدسية ينبغي أن تكون هناك أنظمة مشددة وصارمة ضد المنتهكين بحيث لا يعفى احد من الحساب والعقاب متى اخطأ أو تصرف على نحو غير مسئول.
تحياتي لك
أهلاً بك في دارنا يا بروميثيوس
نعم .. المحك يكون في التطبيق الأمين و الأنظمة المشددة ضد المنتهكين .. من غير واسطات أو مكرمات..
شكراً لمرورك و إضافتك :)
أهلين أبو جوري
موضوعك يجذبني. كدت أكتب عن, لكنك سبقتني. عباراتك بارعة وأفكارك موفقة... لكن هنا ملاحظات
الاشارة الحمراء عندنا ليست أمرا قانونيا, بل مجرد اقتراح... وهكذا الوضع في ايطاليا. والوقت فضفاض, لا عندنا فقط, بل أيضا في اسبانيا. تستطيع أن توقت ساعتك على موعد وصول حافلات بريطانيا أو قطارات ألمانيا, لكن لا يمكن الاعتماد أبدا على قطارات أمريكا. اذا شعرت بالغربة والاشتياق للسعودية, عبرت الشارع ماشيا والاشارة حمراء... كذلك يفعل الطلاب الأمريكان في الحرم الجامعي, لكن من يفعلها في ألمانيا وقح غريب. أسوء شيء في أمريكا أن "تقطع الطابور", لكنها تحصل في ألمانيا ودول أخرى.
أوافقك وبروميثيوس... خاصة حول القوانين التي تجعل التطبع طبعا.
تحياتي
أهلا يا رداوي :)
أتفق معك بأن الأمور نسبية .. أضيف أيضاً أ ن بعض الأمور ليس من الممكن التهاون فيها لأن في ذلك تعريض الناس للخطر .. مثل قطع الإشارة الحمراء.
دمت بخير
أهلاً بك يا رياضاوي
طبعاً قرأت موضوعك إلي قطعت فيه الإشارة ... و كلامك صحيح بالنسبة لأخوانا في المرور .. سواقتهم تذبح و يخالفون النظام عيني عينك..
بس كل واحد مسؤول عن نفسه .. و الباقي لهم منا الدعاء
:)
Post a Comment
<< Home