Tuesday, May 16, 2006

الحفر


لا أريد هنا أن أتحدث عن حفر الباطن... أو حفر الخشب ..
لكنني أريد أن أفكر بصوت عال .. بخصوص موضوع أحسبه هام ...

تعيش السعودية .. مثلها مثل الكثير من الدول المنتمية للعالمين العربي و الإسلامي مخاض إجتماعي ثقافي يصل صداه للواقع السياسي في هذه الدول ..
و من براهين هذا المخاض .. أننا أصبحنا نسمع عن التيار الليبرالي السعودي – بغض النظر عن حقيقية وجوده - .. و حصلت لدينا إنتخابات بلدية .. و وصلت سيدتان سعوديتان لمجلس إدارة الغرفة التجارية بمدينة جدة عن طريق الإنتخاب ..
تغيرات لم أتخيل حصولها منذ عشر سنوات .. مع أنها لا زالت تغييرات بسيطة و في بعض الأحيان سطحية ..

سؤالي هو ..
هل نحتاج في السعودية لإستجلاب مفاهيم و مقاييس إجتماعية و سياسية مثل الحرية و الدستور؟ .. أم أن ما نحتاجه حقيقةً هى أشياء مختلفة؟ هل نحتاج لأن نحفر مفاهيمنا الخاصة بنا .. بغض النظر عن تسمياتها .. لأن الأهم هو كنه الشئ و ليس إسمه!.

تسأ ولي يجئ من حقيقة أن مفاهيم الحرية و الدستور .. و غيرها كثير .. هى مفاهيم نمت و ترعرت في تربة غير التربة التي نعيشها هنا في السعودية. و نظراً لتخلف العالمين العربي و الإسلامي الحضاري .. قمنا بإستيراد هذه المفاهيم .. مثلما استوردنا الجينز و المكدونالدز!. على الرغم من الإختلاف الواضح بين الحاجة الماسة لإستيعاب مفاهيم إجتماعية و سياسية و سهولة لبس الجينز و أكل الماك!. في ذات الوقت لا يمكن إغفال إمكانية التأثر النفسي بقشور حضارية .. فكيف هو الحال بمفاهيم مثل الحرية و الدستور يمكن لها ان تقلب بلداً أو مجتمعاً رأساً على عقب!.

هل فعلاً نحتاج إلى حفر مفاهيمنا السياسية و الإجتماعية .. أم أن المفاهيم الغربية هى في واقعها مفاهيم إنسانية .. تاق إليها الإنسان منذ القدم .. لكن تطبيقها في الواقع تأخر إلى عصرنا الحالي
!.

2 Comments:

At 2:26 AM, Blogger Prometheus said...

أهلا بك أبو جوري
كيف الحال
تساؤلاتك جد مهمة لانها وثيقة الصلة بواقعنا الآن. وما ختمت به موضوعك يلخص باختصار جوهر المسألة.
نعم نحن بحاجة ماسة إلى دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولم يعد مقنعا أبدا أن يقال إن دستورنا هو القرآن. لا بد من وجود دستور حديث ومكتوب وبدون الدستور لا وجود لاي نوع من الحريات أو الحقوق. بل حتى النزر اليسير من الحقوق يمكن إلغاؤها ومصادرتها بقرار واحيانا بدون قرار، في ظل عدم وجود دستور موثق ومتفق عليه.
اعتقد أن صانعي القرار في المملكة يعون هذه الحقيقة تماما ويدركون أن كتابة دستور للبلاد هو إجراء تأخر البت فيه كثيرا، وان انضمام المملكة إلى المنظمات الدولية ضمن إطار العولمة واتفاقيات التجارة العالمية يفرض تطوير الأنظمة وانماط الحكم والإدارة والاقتصاد بحيث تساير التوجه العالمي نحو تكريس الحريات المدنية واحترام حقوق الإنسان واعلاء شان القوانين التي تكفل المشاركة الشعبية الفاعلة في اتخاذ القرار من خلال الانتخابات واحياء مؤسسات المجتمع المدني وتمكين النساء.

رأيي باختصار هو ما ختمت به موضوعك، فالمفاهيم الغربية هي في جزء كبير منها مفاهيم إنسانية شاملة وهي تختزل ما توصلت إليه البشرية في تاريخ حراكها الطويل من إنجازات لصالح خير وكرامة الإنسان بصرف النظر عن خلفيته الدينية أو العرقية
وشكرا

 
At 1:15 PM, Blogger Abu-Joori said...

أهلا بك يا بروميثيوس

و الله إنت كذا راح تزعل منك الشيخ بن بريك.. و راح يرد عليك رداً مطولاً .. و الله المستعان

 

Post a Comment

<< Home