القانون .. بين التطبيق و التنظير
تختلف نظرة الناس للنظام و القانون و الإلتزام بهما .. و يعتقد البعض بأن من أهم أسباب الفرق الواضح بيننا في المشرق .. مع الغرب هو مدى إلتزام الناس هناك بالأنظمة و القوانين بصورة تثير الإعجاب.. بينما الحال لدينا هنا .. أن الكثير منا يقولون بأن القوانين وضعت لكي يتم تجاوزها .. و من السهولة لأي واحد منا أن يجد لنفسه العذر حتى لا يلتزم بنظام معين.
لكن بعد حديث مع أحد الأصدقاء من فترة ... و ملاحظة تصرفات شرقيين و غربيين .. لا أجد أن هناك فرق أساسي في ناحية الإلتزام بالقوانين .. و أن الإنسان – في العموم – يفضل أن لا يلتزم بقانون و أن يفعل ما هو أفضل له في تلك اللحظة ..
لكن الحكم .. و أيضاً الدافع في مايبدوا أنه إلتزام فطري لدى الغرب بالقانون .. هو وجود متابعة و تطبيق للنظام من قبل جهات محايدة تتمتع بمصداقية عالية. من غير وجود القوانين و بعد ذلك وجود الجهات المطبقة للقانون يتساوى الناس – على العموم – في مقدار سهولة تجاوزهم للقوانين و العمل على أن يحصلوا على ما يريدون بأسهل و أسرع ثمن.
من جهه أخرى ... أعتقد أنه من المهم أن ندرك بان الإنسان كائن يتأثر بالطبع أكثر من التطبع .. لذا فكثير من الغربيين يتحول أمر إحترام الأنظمة و القوانين لديهم إلي طبع أكثر من مجرد مراقبة وجود مراقبين لتطبيق القانون من عدمه. و هذا أمر هام يجب على شخصياً أن أراعيه في تربية إبنتي الحبيبة .. بحيث يصبح إلتزامها بفعل الصواب يأتي بشكل طبيعي .. بالإضافة لغرس مفهوم مراقبة الله سبحانه و تعالى في أفعالنا بغض النظر عن وجود من يراقبنا من البشر.