من ذكريات الطفولة و الشباب -5
هذا الموضوع هو الأخير في هذه السلسلة .. على الأقل في الوقت الحالي..
في هذه المدونة أريد أن أتحدث على رحلتي المبكرة مع القراءة و أيضاً رحلتي مع المذياع!!.
سلسلة "من قصص الأنبياء" للدكتور عبد الحميد جودة السحار كانت من أوائل الكتب التي قرأتها في حياتي .. لا أتذكر متى بالضبط لكن أعتقد أنني كنت على أقصى تقدير في العاشرة من العمر.. و كما يبدوا من عنوان السلسة فهى تتحدث عن قصص الأنبياء مستوحيةً التفاصيل من القران الكريم و مكتوبة بشكل ممتاز و مناسب للطفل .. لا أدري لماذا تحديداً و لكن تلك السلسلة كانت مصدر لتعلق كبير بالقراءة و المعرفة .. على الأقل خلال سني طفولتي .. و إستمر تعلقي بقراءة التاريخ .. على الرغم من ندرة الكتب التي كانت ترد إلي عن طريق الوالد نظراً لأن أغلب إهتماماته كانت منصبه على القراءات الدينية.. و خصوصاً في أبواب التصوف و سيرة السلف.
أيضاً أتذكر أنني إعتكفت على قراءة سيرة إبن هشام لعدة أيام و كان ذلك خلال الإجازة الصيفية .. كما أذكر أنني قرأت كتاب "تاريخ حضرموت" لمؤلفة صالح الحامد و هو يتكون من جزءين كبيرين في يومين فقط.
أما المذياع .. فأعتقد أن الوالد حفظه الله إشترى لي مذياع من النوع الجيد و أنا لم أتجاوز الثانية عشر من العمر نظراً لتعلقي الكبير بمتابعة الأخبار و قراءة الصحف .. و من هناك أصبحت إذاعة البي بي سي العربية الصديق الدائم لأذني .. من خلالها كنت أستمع لنشرات الأخبار و المسلسلات الإذاعية و البرامج الثقافية.. و هنا أتذكر ذلك اليوم في عام 1990 الذي إتصل فيه الوالد على البيت و طلب مني أن أستمع إلى الإذاعة .. و تحديداًَ الكويتية و العراقية .. و هكذا فعلت ... و كانت الإذاعة الكويتية – حسبما أتذكر – تقدم الموسيقى العسكرية .. بينما إذاعة العراق أيضاً تقوم بالمثل .. إتصلت على الوالد و أخبرته بما سمعت .. و هنا كانت المفاجاءة ..حسبما ذكرت وكالة رويتر.. أن النظام العراقي إجتاح الكويت!!.
بالطبع إستمرت علاقتي بالمذياع خلال دراستي الجامعية حيث كنت أقيم في سكن الطلاب في جامعة الملك فهد للبترول و المعادن.. و على الرغم من أن المنطقة الشرقية من السعودية كانت محظوظة من ناحية البث التلفزيوني الذي يصل إليها من دول الجوار الخليجي – و كان ذلك قبل فورة الإعلام التلفزيوني الفضائي – إلا أنني لم أكن أشاهد التلفاز إلا نادراً .. في غرف الأصدقاء .. لأنني كنت و زميلي في الغرفة من عشاق الإستماع إلى المذياع .. و في تلك الفترة كنت أستمع بالإضافة إلى القسم العربي في البي بي سي البريطانبة .. إلى الأقسام العربية في إذاعة موسكو و إذاعة مونت كارلو و إذاعة كندا الدولية و إذاعة هولندا.. بالإضافة إلى إذاعة اليابان الدولية و كانوا قد قاموا بالإتصال بي للمشاركة في أحد برامجهم و قاموا بسؤالي بعض الأسئلة .. و إن كنت الأن لا أستطيع تذكر الأسئلة التي طرحوها على!.. و هنا أشير إلى أنه بالإضافة للإستماع كنت أراسل هذه الإذاعات و أتواصل معهم بخصوص برامجهم.
طبعاً هذه العلاقة الجميلة مع المذياع تقريباً إنتهت – ما عدا في حال قيادتي للسيارة - لأنني أدخلت التلفاز إلى حياتي بقوة مع بطولة كأس العالم عام 1994 ميلادية .. و منذ ذلك الوقت أخذني التلفاز من عشقي القديم .. المذياع!.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home