Sunday, May 21, 2006

عقبالنا يا كويت !

شهدت الفترة الماضية أيام ساخنة في الكويت لم أنفك عن متابعتها من خلال مواقع النت و القنوات الإخبارية. للأسف قرر سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن ينهي فصل مهم من مرحلة جديدة تعيشها الكويت منذ وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر و تنحية الشيخ سعد و تولي الأمير الحالي الشيخ صباح لمقاليد الأمور. نهاية الفصل التي قررها الأمير صباح لإحتدام الخلاف بخصوص عدد الدوائر الإنتخابية جاءت متفقة مع الدستور الكويتي بحل مجلس الأمة و تحديد موعد لإنتخابات المجلس الجديد في غضون شهر. بالتأكيد ستكون هذه الإنتخابات من أشرس الإنتخابات التي شهدتها الكويت لأن التحدي الذي حصل بخصوص عدد الدوائر الإنتخابية سينتج فرز واضح في المواقف بين مختلف الفرق و الأفكار السياسية التي تعج بها الكويت. بصراحة أعتقد أن قرار حل مجلس الأمة كان إنتصاراً للحكومة الجديدة التي عينها الأمير الجديد ضد رغبة مجلس الأمة الذي يعتبر ممثل الشعب.. تأتي مثل هذه القراءة في ضوء الإتهامات القوية التي توجه لبعض العناصر البارزة في الأسرة الحاكمة بالفساد و التي يمكن النظر لقرار حل مجلس الأمة بأنه إنتصار لها ضد العناصر الشعبية التي تنادي بالإصلاح و قطع يد الفساد المالي الذي تعاني منه بعض القطاعات في الكويت!.

على الرغم مما سبق .. و الذي يظهر بالتأكيد مدى الشحن الذي عاشته الكويت .. إلا إن كل المظاهرات و الإحتجاجات كانت مميزة بسلميتها و حسن التنظيم .. و هى ميزة أتمنى أن تدوم في الكويت و أن تنتشر لكل مجتمعاتنا الخليجية و العربية.

في ظل كل هذا الضجيج الذي تشهده جارتنا الخليجية العزيزة .. نستمر نحن في السعودية .. نعيش في حال من اللامبالاة تجاه تحقيق أي مشاركة شعبية سياسياً .. و حتى المجالس البلدية التي أنتخبت في السعودية لم نرى لها أي أعمال حية حتى اليوم .. و هناك من ينافح على أن الدولة المدنية و التي يعتبر الدستور إحدى ركائزها المهمة هى شيطان لا يمكن أن تعيش في ظله دولة مثل السعودية!.. بل يجب أن نستمر في حالة الطاعة الغير محدودة لولي الأمر من غير أي مسائلة شعبية أو محاسبة أمام سلطة قضائية مستقلة .. بينما الدولة الدينية التي يزعم الزاعم بأنها وجدت في العصر الإسلامي الأول .. وقف فيها الخليفة الأول .. أبوبكر الصديق في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم في أولى خطبة يطلب من عموم المسلمين أن يشدوا من أزره حينما يصيب .. و أن يصححوا أمره حينما يخطأ!... لكن اليوم .. يريدون أن نستمر في العيش تحت ظل كلام عمومي بأننا دولة إسلامية دستورها القران .. و هو دستور الصديق رضى الله عنه لكن ذلك لم يمنعه من أن يحدد ملامح الرقابة الشعبية!.. فهل نبدأ من هذه الخطوة البسيطة أم أنه من المكتوب علينا أن نستمر في الإستماع لنشرات الأخبار تبث لنا التغيرات الكبيرة في أنحاء العالم بينما نحن في إنتظار مكرمة ملكية ... جديدة!.

Tuesday, May 16, 2006

الحفر


لا أريد هنا أن أتحدث عن حفر الباطن... أو حفر الخشب ..
لكنني أريد أن أفكر بصوت عال .. بخصوص موضوع أحسبه هام ...

تعيش السعودية .. مثلها مثل الكثير من الدول المنتمية للعالمين العربي و الإسلامي مخاض إجتماعي ثقافي يصل صداه للواقع السياسي في هذه الدول ..
و من براهين هذا المخاض .. أننا أصبحنا نسمع عن التيار الليبرالي السعودي – بغض النظر عن حقيقية وجوده - .. و حصلت لدينا إنتخابات بلدية .. و وصلت سيدتان سعوديتان لمجلس إدارة الغرفة التجارية بمدينة جدة عن طريق الإنتخاب ..
تغيرات لم أتخيل حصولها منذ عشر سنوات .. مع أنها لا زالت تغييرات بسيطة و في بعض الأحيان سطحية ..

سؤالي هو ..
هل نحتاج في السعودية لإستجلاب مفاهيم و مقاييس إجتماعية و سياسية مثل الحرية و الدستور؟ .. أم أن ما نحتاجه حقيقةً هى أشياء مختلفة؟ هل نحتاج لأن نحفر مفاهيمنا الخاصة بنا .. بغض النظر عن تسمياتها .. لأن الأهم هو كنه الشئ و ليس إسمه!.

تسأ ولي يجئ من حقيقة أن مفاهيم الحرية و الدستور .. و غيرها كثير .. هى مفاهيم نمت و ترعرت في تربة غير التربة التي نعيشها هنا في السعودية. و نظراً لتخلف العالمين العربي و الإسلامي الحضاري .. قمنا بإستيراد هذه المفاهيم .. مثلما استوردنا الجينز و المكدونالدز!. على الرغم من الإختلاف الواضح بين الحاجة الماسة لإستيعاب مفاهيم إجتماعية و سياسية و سهولة لبس الجينز و أكل الماك!. في ذات الوقت لا يمكن إغفال إمكانية التأثر النفسي بقشور حضارية .. فكيف هو الحال بمفاهيم مثل الحرية و الدستور يمكن لها ان تقلب بلداً أو مجتمعاً رأساً على عقب!.

هل فعلاً نحتاج إلى حفر مفاهيمنا السياسية و الإجتماعية .. أم أن المفاهيم الغربية هى في واقعها مفاهيم إنسانية .. تاق إليها الإنسان منذ القدم .. لكن تطبيقها في الواقع تأخر إلى عصرنا الحالي
!.

Friday, May 12, 2006

باولو كويلو مدون


الكاتب البرازيلي العالمي صاحب الرواية الأجمل (في رأيي) الخيميائي بدأ مدونة جديدة يكتب فيها عن رحلته الجديدة في طريق سانتياغو .. الذي مر به من قبل و خرج لنا بروايات و لا أروع .. يمكن متابعة مدونة كويلو على هذا الرابط.

الحرية لعلاء




قامت السلطات المصرية بالقبض على المدون المصري علاء خلال مشاركته في مظاهرة في العاصمة المصرية القاهرة لمساندة القاضيين المصريين اللذان يحكمان في مصر حالياً لوقوفهم في وجة الطغاة .. و هو ليس أول ولا أخر مدون يعاني من تعسف السلطات المصرية ...
كان الله في عون علاء و زوجته منال ..

Monday, May 08, 2006

مدونون يثيرون الضجيج



ليست الحالة الأولى و بالتأكيد لن تكون الأخيرة.. ما أتحدث عنه هو حالة المظاهرة البرتقالية التي شهدتها الكويت يوم الجمعة الماضي أمام قصر السيف و التي حضرها ما يقارب ال 400 شخص من مختلف الأعمار و الأطياف السياسية و الإجتماعية في الكويت .. المناداة و التنسيق لهذه المظاهرة السلمية التي شهدتها الكويت بعد عدة أيام من إبطال المحكمة الدستورية الكويتية لقانون منع التجمع إنطلق من خلال مدونة ساحة الصفاة الكويتية التي أصبحت معروفة في الفترة الأخيرة و خصوصاً بعد متابعتها الدقيقة و المميزة للأمور في الكويت بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح و حالة التأزم التي عاشتها الكويت قبل أن يتم الإتفاق على أن يتولى الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في الكويت ..

فمدونة ساحة الصفاة عبرت عن تأيديها لمشروع تغيير عدد الدوائر الإنتخابية في الكويت من 25 إلى خمس دوائر .. و حشدت جهودها في التعبير عن المنافع المتوقعة من هذا التغيير كما أشارت بصراحة شديدة و من غير أي مواربة عن الأسباب التي تدفع بعض أبناء العائلة الحاكمة في الكويت و المتنفذين لرفض هذا التغيير .. كما دعت المدونة للمظاهرة التي خرجت الجمعة الماضية .. و من الواضح أن هذا الجهد لن يكون الأخير لأصحاب المدونة في هذا الموضوع و بالتأكيد مواضيع أخرى ذات أهيمة للمواطن الكويتي و دوره في تقرير مستقبل بلاده.

من المهم الإشارة إلى أن أصحاب هذه المدونة هم من الشباب الكويتي الذي يدرس / يعيش خارج الكويت .. و مع ذلك ظلوا على إرتباط وثيق بمتابعة شؤون وطنهم لدرجة حشد الجهود من أجل الدعوة للمظاهرة و ما سيتبعها من جهود أخرى.

هذا الجهد الكويتي ليس الأول من نوعه في عالم التدوين العربي .. بل إن المدونون المصريون لهم سابقة من خلال تواصل المدونين المصريين لحضور مظاهرات جماعة كفاية و نقلهم الحي لتفاصيل الأحداث الطائفية الأخيرة التي شهدتها مدينة الأسكندرية .. بالإضافة لحادثي القبض على ثلاثة من المدونيين المصريين خلال أقل من عام كان أخرهم المدون المصري مالكوم .
كما أن مدونة رشيد جنكاري المغربية قد نشرت فضيحة التبذير التي قام بها مدير عام في وزارة الشؤون الإقتصادية و العامة في المغرب و التي نتج عنها إقالة المدير العام تحت ضغط الصحافة التي تبنت القضية.

لا أعلم متى سيأتي اليوم الذي تثير فيه المدونات السعودية ضجيجاً إيجابياً مثلما حصل مع أخواننا المدونين في دول عربية أخرى .. لكن يبدوا أن الطريق طويل جداً .. في ظل التخوف الكبير الذي يعتري المدونين السعوديين .. و من بينهم أنا شخصياً .. و الحرص على عدم الكتابة بالإسم الحقيقي .. بل و في ظل الطابع الشخصي جداً الذي يطغى على غالبية المدونات السعودية .. بالإضافة للقضية الأخيرة التي سجن يسببها الصحفي السعودي رباح القويعي جراءً مواضيع نشرها على مواقع في الإنترنت ... و ختاماً الإنشقاق الحاصل بين المدونين السعوديين بين مؤيد و معارض لمشروع أوكساب.

Thursday, May 04, 2006

برمجة إصلاحية


كتب قينان الغامدي الكاتب في صحيفة الوطن السعودية و رئيس تحريرها السابق مقال ممتاز تحدث فيه عن مطلب إصلاحي مهم من أجل مستقبل السعودية و هو "برنامج إصلاحي واحد مبرمج زمنياً وله آليات تنفيذ واضحة، وآليات رقابة صارمة". و هنا أعاضد رأي الأستاذ قينان لأن إستمرارية نمط التغيير و الإصلاح في السعودية على منواله الحالي المعتمد على حلول جزئية ربما تغفل في بعض الأحيان الرؤية العامة للأمور و تتجاهل ما هو مطلوب من أجل تجذير هذه التغييرات في بنية الوطن السعودي و خلق نوع من الإلتزام الحكومي بالإصلاح و التغيير – أمام المواطنين - من قبل أعلى السلطات سيكون تأكيد و تثبيت للرغبة في التطوير و الإصلاح التي تحتاجها السعودية من أجل الإستمرار في ظل الكثير من التحديات الداخلية الكبيرة و الضغوط الخارجية القوية.

من المثير للإستغراب أيضاً في مقالة الغامدي أنه عرج في بداية المقال على موضوع تخفيض أسعار تعرفة الكهرباء .. و أرى أن هذا الخلط بين موضوع معيشي و موضوع يعتبر إستراتيجي لم يكن مستساغاً ما لم يكن الهدف من هذا الخلط هو التخفيف من قوة المقالة .. لأنه أيضاً طالب بوضع "نظاماً واضحاً ودقيقاً لتوارث الحكم" و لمح لموضوع جد مهم هو الدستور!.

يمكن قراءة مقال الأستاذ قينان الغامدي على هذا الرابط