ميونيخ
من الصعب على الضحية أن يشعر بأن قاتله إنسان مثله .. و يصاب بالصدمة حالما يجد أنه مشابه له في كثير من الأمور.
أعتقد أن السطر السابق هو الهدف من فيلم ميونيخ الذي أخرجه المخرج اليهودي المعروف ستيفين سبيلبيرج.
الفيلم بدأ ببعض المشاهد لحادثة ميونيخ خلال الألعاب الأولمبية عام 1972 م .. و من ثم يعرض لنا جزء بسيط من مسلسل القتل الإسرائيلي الذي لا زال ينزف الكثير من الدم العربي و الفلسطيني خصوصاً .. و من خلال سيناريو بعض المشاهد نجد هناك من ضمن القتلة الإسرائيلين من يتسأل عن جدوى ردة الفعل و قتل من خططوا لحادثة ميونيخ ... و نجد زعيم عصابة الإنتقام يغرق في دموعة حينما يسمع صوت طفلة للمرة الأولى.
مشهد خلف الأخر .. يقدم سبيلبيرج للمشاهد في كل مكان صورة عن إنسان أخر كان يعده وحشاً .. لكنه أيضاً إنسان!.
الفيلم أيضاً لا يذكرنا بالماضي .. بل بالحاضر أيضاً كما شاهدناه في تفجيرات نيويورك و ردة الفعل سواءً من خلال غزو أفغانستان و العراق و إشعال الحريق العالمي المسمى بالحرب على الإرهاب .. هل تطفئ نار الرد الأمريكي الكبير و الواسع النطاق ما إحترق في نيويورك .. أم أنها ستشعل المزيد من الحرائق؟!
الفيلم بالطبع لا يقدم إجابات لكن يثير الكثير من الأسئلة الصعبة .. لكن حينما نواجه أنفسنا بها .. حينذاك فقط يمكن لنا أن نتقدم قليلاً و نعمل على إيجاد نوع من الحل!.